قاطع الملازم محمد فجأه قائلاً: يا أخ محمد أنت أخ لي ومن حقك أن تفضفض ولاكن لم أصدق ماتقول وغير كذا تقطع كلامك فجأه وتنظر إلي ضاحكاً وتقول نار نار
محمد: طيب الحين ناصر وينه ؟
الملازم: مين ناصر
محمد: ناصر اللي كان معي ؟
الملازم: ما ادري أسأل نفسك
محمد: لا بس أكيد وأنا متأكد أهل ناصر مافيه أمل يشوفونه
وإذا تشوف إن كلامي من نسج الخيال تأكد من السجلات عندكم
في عام 1995 لم يجدنا أحد وكنا في لائحة المفقودين
الملازم: طيب وأهلك ماتواصلت معهم من يوم الحادثه
محمد ( بحزن وألم ): أصلاً ماعندي إلا أمي وما أدري هي باقي عايشه ولا ماتت
الملازم: طيب أنت بوعيك ولا عندك مرض عقلي ؟
محمد: أنا مسكون الأن بـ 6 من الجن
الملازم: وكيف عرفت أن عددهم 6 ؟
محمد: بأذكر كل شئ عند تدوين ما أقوله
الملازم: طيب أنت الحين كيف كنت عايش سنتين في هذا العالم وكيف قدمك المبتوره لم يصبها غرغرينه ولم يفقد جسمك الدم ؟
محمد: كنت عايش عند الجن في هذا المكان وكان أكلي وشربي ونومي وحياتي معهم وأما قدمي والله لم أشعر بها حين بترت ولا بعد البتر إلا أن أتى فرج ربي
وبعد أن سأل الملازم محمد عن إسمه بالكامل وأستفسر عن الإسم وجده في عداد الموتى منذ سنتين فذكر هذا الشئ لمحمد أنصدم محمد وكان يتوقع هذا الشئ فأشتد البكاء وحزنت القلوب عليه في هذه الأثناء قدم الملازم الماء إلى محمد ولم يصدق كلمه واحده من حديث محمد حيث أنه لم يجد هويه أو إثبات لمحمد وحيث أنها لم تمر عليهم مثل هذه الحاله
الملازم: يامحمد ممكن أعرف ليه كل شوي تكرر نار نار وش هالنار ؟
محمد: أنا فكري متشتت وذاكرتي تعبانه أتمنى أكمل حديثي لأذكر لك كل شئ
بعد ما ضرب رأسي الجني قصير القامه دخلت في عيبوبه وشعرت بعدها بأن شخص يبكي فوق رأسي فتحت عيني فوجدت ناصر فرحت فرح شديد وضممته لصدري فقلت له يا ناصر هل نحن بحلم أو علم ؟ فقال ناصر وهو يبكي بشده وينظر لقدمي لا أدري ، وعندها رأينا طفل صغير ينظر إلينا وهو يبتسم عمره تقريباً 7 أو 8 شهور والغريب في الأمر أنه كان يحادثنا ويقول من أكل الخبز وشرب الماء الذي كان هنا ؟ لماذا تأكلون وتشربون أكلي ؟ فأنصرع ناصر في الأرض وهو ينتفض بشده عندما رأينا الطفل يأخذ التراب ويأكله ويضحك فقلت للطفل والله أننا نحبكم ولا نريد لكم الأذى ولاكن لماذا تأذوننا فقال لي الطفل الذي يأتي لبيوتنا ومساكنا أخر الليالي يتحمل قدومه نحن لا نأذي إلا من يأذينا هل تريد أن أسكن بداخل جسدك النحيل ؟ عندها لم أشعر إلا بالخوف والحزن لا أدري هل أنصت لهذا الطفل أم أهتم بأمر ناصر الذي ينتفض ويقول كلمات غريبه لا أفهمها والدم يخرج من فمه ؟ وفجأه رأيت الطفل يطير ويضحك بضحك طفولي هستيري ، دعوة الله أن ينجينا لا نعرف الأيام
ولا الساعة ولا نرى إلا أشكال ترعبنا وتزيدنا خوف لم أشعر بالراحه إلا عند النوم كان كل شئ محزن ومخيف وفجأه فقد ناصر وعيه وسمعت صوت يتكلم من داخل أعماق ناصر صوت طفل يقول لي هل تعلم يا محمد لماذا لم نسكن جسدك حتى الأن ؟ فلم أعد خائفاً صرت أحادثهم وأتبادل الحديث معهم ولاكن أنصدم بعض المرات عندما أرى أشكال موحشه منهم ، فقلت للطفل لا أدري لماذا ؟ قال لأن صديقك ناصر خائف جداً ولا يذكر ربه ولأنه هو من بدأ في الحديث والتحدي لمن يأتي إلينا معه ولاكن أنت جريمتك أكبر من جريمة ناصر وهي أنك قتلت إبن إمرأة من قومنا كان نائم عند سيركم في الجبل صديقك ناصر نريحه من الألم والخوف عندما يفقد وعيه ولاكن أنت نريد أن نقوم بكرمك وضيافتك فسكت هذا الصوت فجأه وبعدها ضعفت قواي وأنهلك جسمي وعرفت أن مصيري الهلاك وضعت رأسي على الخلف وأنا أنظر لقدمي وأبكي وبدون مقدمات وجدت أماي إمرأة جميلة جداً يغطي ذا شعر طويل بجانبها رجل قصير القامه طوله شبرين أو أقل يملأ وجهه الشعر عيناه شديدة الإحمرار
دخلوا وجلسوا أمامي كانت المرأة تنظر إلي نظرات غريبه جداً لم أجد لها تفسير وكان الرجل القصير جالس على كتفها الأيسر وينظر إلي بشده واكنت تمسح على رأس هذا الرجل فنظرت إلي وقالت لا تتعجب من الذي تراه لأنك في عالم أخر عالم من أقدم العصور من قبل أن تخلقوا يا هذا وأكملت حديثها وهي تمسح على رأس الرجل القزم هل تريد الخروج من هنا ؟ قلت نعم ، قالت أريدك فقط أن تذبح صديقك وأن تأكل قلبه أمام ملكنا وأمام المرأة التي قتلت إبنها وإلا سترى رأس صديقك ينفجر أمامك وستبقى حياتك معنا إلى أخر العمر وصدقني يا هذا أن ملوك الإنس لو أجتمعوا لن يجدوا لك طريق عندها نظرت إلى ناصر وكان ناصر ينظر إلي ويبتسم وبصوت الطفل الذي يسكنه يقول يا محمد أقتلني وكل قلبي لكي تخرج أو أنك ستعيش عمرك هنا ولن يجدك أحد ، فأمسكت يده بشده وهو بنتفض بشده وبديت بالبكأء وقبلت رأسه وأنا أنظر لحالنا
هـذا الحـوار الـذي سجلـه المـلازم لمحمـد كـان عـام 1997 فـي هـذا العـام نسـي ناصـر أهلـه وأمـا أم محمـد فقـد توفيـت حزنـاً علـى إبنهـا الوحيـد ، سالـم صديق محمـد وناصـر كـان يـداوم علـى الذهـاب لطبيـب نفسـي لأن الأحـلام ووجـه أصـدقائـه لم تفـارق ذاكرتـه الحزينـه وكان يـرى أشيـاء لا تفسيـر لهـا وكـان يتوهـم ويتـألم كلمـا تذكـر الحـادثـه كـان المـلازم وبعـض أفـراد القريـه الـذي أنتشـر صيـت محمـد فيهـا متعـاطفين مـع محمـد ولاكـن لـم يصدقـه أحـد وكـانوا ينـظـرون إليـه كمعتـوه أو مختـل عقليـاً !
( أنتظـروا أحـداث الجـزء الخامس )
في هذه الأثناء وضع الملازم يده على خده وهو ينظر لمحمد عندما قطع حديثه فجأه وبدأ بـ ( حركات غريبه ) تظهر منه ! أمر الملازم من الجندي أن يذهب بمحمد إلى التوقيف لإكمال الحديث معه في وقت أخر ، ولم يكن من الجندي الخائف من الحديث الذي أستمع إليه ومن الحركات الغريبه التي رأها من محمد إلى أن يضعه في التوقيف وأمر الملازم بتوفير جميع أساليب الراحه لمحمد دخل محمد التوقيف وكان في التوقيف شخص متهم بسرقة خراف وبيعها دخل محمد التوقيف وهو يلعب بيده أمام وجهه بشكل يدعوا للغرابه جلس مقابل الشخص المتهم بسرقة الخراف وينظر إليه ويبتسم ويخرج لسانه بشكل غريب لم يهتم سارق الخراف بأمره وغلبه النوم لأن الساعه في هذا الوقت كانت ( الواحده فجراً ) لم يكن يتواجد عند التوقيف أحد من الجنود وإنما كانوا يتسامرون في غرفه للراحه حيث أنه في هذا الوقت لم يكن لديهم شئ يقومون به وفجأه إنقطع نوم سارق الخراف على صوت بكاء وعيناه تكاد تخرج من الذي شاهده أمامه شاهد إمرأة عجوز يغلب على شعرها الشيب قصيرة القامه تضرب المدعو محمد ضرب جنوني وتخاطبه بصوت أشبه بصوت الأفاعي تقول له أنت من قتل إبني أنت من قتل إبني وتضحك وتستمر في ضربه بسلاس عريضه ومحمد يصرخ ويبكي ويقول نار نار أنطلق سارق الخراف إلى باب التوقيف ويضرب الباب بشده أفجعت جميع الجنود وما كان منهم إلا القدوم بسرعه وخوف إلى التوقيف فتحوا الباب وعندما فتحوه أمسك سارق الخراف أحد الجنود وهو يبكي ويصيح وعيناه في إحمرار شديد أخرجوا السارق من التوقيف ودخلوا وشاهدوا محمد يبكي والدم ينزف من أنفه ويمسك رأسه بقوه ويشد في شعره حتى أمتلأت يده من شعر رأسه نظر الجنود إليه وهم يشاورون بعضهم البعض بعد ما أخرجوا السارق الذي كادت تنقطع أنفاسه من هول ما شاهد أقفلوا باب التوقيف على محمد وهو ينظر إليهم ويأكل أظافر يده حتى نزف منها الدم ذهبوا بالسارق إلى الملازم وسرد له ما شاهد والعرق يملأ وجهه عندها نظر الملازم إلى الجنود بتعجب وقال لهم ماذا حدث ؟ قالوا لا نعلم ولاكن فتحنا باب التوقيف ووجدنا المدعو محمد ينزف دماً ويأكل أظافر أصابعه حتى نزف الدم منها أمر الملازم جنوده بحبس محمد بشكل مؤقته في حبس إنفرادي بسبب سوء حالته وإرجاع السارق للتوقيف دخل الملازم على محمد ووجده ينتفض بشده في الأرض فأمر بوضعه في حبس إنفرادي وضعوه في حبس إنفرادي وهو ينظر إليهم وبداخل صدره كلمات يريد أن يخرجها لهم ولاكن لم يستطيع وضعوه في الحبس أو التوقيف الإنفرادي وأمر الملازم أحد الجنود بالوقوف بالخارج إلى أن تشرق الجمس وأن لا يتحرك من مكانه مهما حدث وضعوا محمد في حبسه الصغير الذي لا يزيد عن طوله عن المتر ولا يزيد عرضه عن المتر لم يضعوه لأنه مجرم ولاكن لراحته وراحة الموقوفين ، ذهب الملازم إلى المكتب وهو يحك رأسه بعد ان كاد ينفجر من التفكير وأتصل بالضابط الذي يستلم بعده وأخبره أنه سيكمل إستلامه بدلاً عنه وطلب منه عدم القدوم للداوم وشرح له الموقف بأن هناك شخص غريب في المركز يريد أن يعرف ماهو السر الذي خلفه ونسق مع بعض الضباط فوافقوا على إكمال إستلامه بدلاً عن الضابط الذي يأتي دوامه بعده وشكروه على الجديه في العمل وكان أكبر هدف للملازم أن يجد حل للحادثه وأن يعرف أكثر عن الشخص الغريب الذي يدعى محمد ومن ثم أتصل بزوجته في البيت وأخبرها أنه مضطر أن يبقى في المركز وأنه لن يعود للبيت في الوقت الحالي ، (شعر الملازم بشعور غريب ورغبه في معرفه المزيد من قصة محمد التي لم يكملها له) بعد المكالمه غلب النوم على الملازم وفي هذه الأثناء لم يخلد سارق الخراف للنوم وهو يفكر في الذي شاهده ! ، في حبس محمد الإنفرادي كان محمد نائم وصوت شخيره المزعج أزعج الجندي الذي بالخارج فتح الباب ليرى وضع محمد ويطمئن عليه بعد أوامر الملازم بتوفير الراحه له عندما فتح الباب رأى 7 أطفال صغار بالقرب من محمد أغمض الجندي عيناه وفتحها مره أخرى ورأى الأطفال ! .. أقفل باب الحبس بهدوء تام ورجع يجلس أمام باب الحبس وقد وقف شعر جسمه وبرد دمه في عروقه وأخذ يفكر إن كانت مجرد تخيلات أم ، حقيقه ! أخرج سلاحه وفتح باب الحبس بهدوء ويداه ترتعشان بشده فأنصدم عندما رأى إمرأة لم يرى مثلها في حياته ذات شعر أسود كالليل تمسح على رأس محمد وتبكي بصوت يحزن القلوب سقط سلاحه في الأرض بعد أن فقد أعصابه ودخل الرعب إلى قلبه فنظرت إليه المرأة والدموع تملأ عيناها فدخلت كالماء في جسد محمد النحيل الذي أهلكه العذاب ، الجندي المسكين لم يحرك ساكن كان سيد الموقف النظر إلى ما شاهده بعد أن تجمد الدم في عروقه ووقف شعر جسده وكادت عيناه تخرج من هول ما رأى عندها أنتفض محمد بشده وسمع الجندي أصوت صراخ عالي لأطفال ونساء تخرج من أعماق محمد عندها سقط الجندي على الأرض بعد إصابته بـ ( سكته قلبيه ) تاركاً باب الحبس مفتوح !
( أنتظـروا أحـداث الجـزء السادس )
بعد سقوط الجندي بـ( سكته قلبيه ) لم يشعر به أحد مضت 37 دقيقه ولم يشعر به أحد حتى فارق الحياه ومحمد نائم أمامه عند قدوم أحد الجنود لتقديم ( الشاهي ) للجندي الميت ووجده على الأرض أصابه الهلع وأنطلق يحاول الإنقاذ ولاكن لا جدوى أنطلق الجندي للملازم الذي كان غائب في نومه وأفجعه بالحادثه ذهب الملازم و 6 من الجنود ووجدوا الجندي على الأرض وبعد
معاينته تبين لهم أنه فارق الحياه ومحمد نائم ويهلوس بكلام لا يفهم داخل الحبس أتصلوا على الإسعاف بسريه تامه وتم نقل الجندي لثلاجة الموتى وأمر الملازم أن يتكتموا الجنود وكل من في المركز على ماحدث لكي لا يقذف الرعب في قلوب أهالي القرية وعجم إخبار أهله بموته إلا في اليوم التالي لأن الوقت متأخر والأوراق مبعثره وأراد الملازم التأكد أولاً عن سبب الموت وثم إبلاغ أهله بعد
ساعتين من الإجراءات ونقل الجندي إلى ثلاجة الموتى وإعادة ترتيب الأورق دخل الملازم على محمد في الحبس وأخذ يركله بشده ويضربه ففزع محمد من نومه فسحبه الملازم من قدمه المبتوره إلى المكتب وأغلق المكتب وأجلسه على الكرسي ووجه السلاح بإتجاه رأسه وأمره أن يعترف كيف مات الجندي وإلا سيطلق على رأسه أنصدم محمد وأقسم له بأنه لا يعلم ماذا حدث فتفل الملازم في وجه محمد وقال له أنا أتحمل مسؤوليه هذا الجندي الذي فارق الحياه أعترف وإلا سأنهي الموضوع بنفسي فسقطت دموع محمد وهو ينظر بإنكسار إلى الملازم فهدأت نفس الملازم وأرتاح قليلاً عندما شاهد الخوف والبراءه في وجه محمد وذهب للجلوس على الكرسي ويده على رأسه وقال له ماحدث
فقال محمد بصوت حزين ( لقد شاهد شئ لم يشاهده من قبل ) فقال الملازم أنت معتوه ونشرت مرضك هنا فسكت محمد قهراً على مايحدث له عندها قال محمد للملازم شئ غريب أنصدم الملازم عند سماع ماقاله له قال له ( أريدك أن تعلم أنني عشت حياة قاسية في حياتي ومنذ طفولتي بعد وفاة والدي وأنا صغير في السن ولم يبقى لدي إلا أمي ولا اعلم أين هي وأين أجدها وأريد أن تعرف أنني عاشرت الجان لمدة لاتقل عن سنه لا تضربني ولا تأذيني ولا سيلحق بك شئ لا تحمد عقباه ) عندها نظر الملازم إلى محمد نظرة إستحقار من الكلام الذي سمعه وقال له أريد أن أنهي ما بدأته معك أريد أن تسجل باقي إعترافاتك وكيقف مات صديقك ناصر وكيف وصلت إلى هذه القريه وأنت بحاله تعيسه فقال له محمد أريد العيش كباقي البشر وأريد الزواج وأريد العمل وأريد أن أشاهد الحياة مره أخرى بنظرة تفائل وأمل وهنا تلقى الملازم إتصال من أحد كبار الضباط إستأذن الملازم من محمد وخرج لمحادثة الضاب' علم الضابط بموت أحد أفراد الجنود وأصر على الملازم أن لا يبقي محمد في المركز بسبب الخوف من أن يكون ساحر أو من هذا القبيل فتلعثم الملازم وحاول أن يقنع الضابط أن ينتظر بضعة أيام لكي يأخذ منه جميع إعترافاته للضروره وكان هذا الملازم محبوب بين أفراد العمل وإنسان صاحب ثقه في عمله وبعد إلحاح على العميد وافق العميد ولاكن أشترط على الملازم أن يتوخى الحذر وأن أي شئ يحصل في المركز أو القريه أن الملازم هو من يتحمل المسؤوليه كامله فوافق الملازم بكل حزم وصبر ورجع للمكتب ووجد محمد يتحدث وكأنه يتكلم مع شخص أمامه فقال له الملازم من الذي تتحدث إليه ؟ فرد محمد بأنه لا يعلم ، فضرب الملازم بيده على المكتب بقوه وهو ينظر إلى محمد بكل حقد فقال له أكمل وقل لي الأن كيف مات ناصر وكيف وصلت إلى هنا بكل هدوء لأن الغضب بدأ يدخل في عروقي ؟
فأكمل محمد حديثه بحسره وقال:
بعد مرور الشهور في ذلك الجبل مازلنا محبوسين داخل الكهف وطعامنا يصل إلينا وفي أحد الليالي الموحشه كان ناصر يحتضر من المرض بعد قطع لسانه وأحد أذنيه وفي هذه الليله دخلت علينا إمرأة تحمل طفل ميت في يدها لأول مره تدخل علينا في الكهف نعم نعم هي المرأة نفسها التي كانت تتحدث إلينا عند الشجره في أول يوم منذ وصولنا للجبل وقبل أن يحدث ما حدث المهم دخلت المرأة
ولم أرى لها أرجل بل كانت تطير وكان خدها أسود اللون أتوقع أنه من البكاء لأن هذا الشئ رأيته في وجهها الحزن والألم بعد وصولها للكهف أنزلت الطفل على الأرض وهي تبكي فقدموا قوم لا أذكر عددهم ولاكنهم كانوا أكثر من 50 تقريباً دخلوا كلهم أطفال ونساء ورجال سود أجسامهم ضخمه جداً وترى في وجوههم الشده والصرامه ، نظر إلي ناصر وهو يبتسم ونظرت إليه وأنا أبكي
لقد كنت أشعر بأن إبتسامة ناصر إبتسامة وداع ( سقطت دموع محمد على خده ) ، ( وهنا أنصرع محمد صرعاً شديداً ، والملازم يصرخ بشده للجنود لكي يثبتونه دخل الجنود المكتب وثبتوه على الكرسي بقوه وفجأه إذ بصوت رجل غريب يتحدث على لسان محمد أبتعدوا عنه الجميع ورجع الملازم للخلف وهو ينظر بخوف إلى محمد تكلم الصوت الغريب قائلاً: دعوا محمد ينهي قصته بسرعه لأنه سوف يعود إلى بيته وإلى قومه وبشجاعه وخوف في نفس الوقت تكلم الملازم قائلاً له من أنت ؟ فجاوب أنا مارد أحد ملوك الجن فقال له الملازم وماذا تريد من هذا الشاب المسكين الذي لا أدري كيف تحمل كل هذا وبقي على قيد الحياه ؟ فجاوب الجني نحن لا نأذي إلا من يؤذينا يا هذا فقال له الملازم ولاكن ألا يكفي مافعلتوه بهذا المسكين فرد المارد لن يكفينا إلا موته وراحة أم الطفل التي مازالت تبكي على إبنها وقاطعه الملازم قائلاً: لماذا لا تقتلونه وتنتهي أحزانه فرد المارد لم نجد الفرصه وليس هذا وقت قتله ، فأنقطع الصوت فجأه ونزلت دموع الملازم عند أقترب من محمد وأمسك كتفه بشده فشاهد الجنود دموعه بكل إحترام وتقدير فنظر إليهم وقال كل ماحدث هنا لا أريد أن يعلم به بشر فجلس الملازم على الكرسي ومحمد مغشي عليه فأنزل الملازم رأسه على المكتب وهو يبكي فرفع رأسه إلى الجنود وأمرهم بأن يضعوا محمد في حبس إنفرادي وأن يقف عليه 4 من الجنود وأن يكون هناك دعم للجنود إذا حصل أي مكروه وذكرهم بالله سبحانه وتعالى وأكد عليهم أن ماحصل لصديقهم الذي فارق الحياه إنما هي صدمه لأنه كان وحيداً وكان ضعيفاً وأكمل حديثه ولاكن الأن كلكم تعلمون بمرض هذا الشخص لذلك أذكروا الله ولا تجعلون الخوف يدخل قلوبكم عندما تسمعون أو تشاهدون شئ موحش وغريب عن عالمنا فحملوا محمد وأرجعوه لحبسه وهو يرتجف ويصرخ ، وأغلقوا عليه الباب وهو مازال يصرخ بألم داخل الحبس ..
( أنتظـروا أحـداث الجـزء السابع )